اللاذقية مدينة عروس الساحل السوري

‎الموقعوالحدود:تقع محافظة اللاذقية في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا ، تبلغ مساحتها 2600 كم2 ، أما حدودها فهي تلامس لواء اسكندرون بخط الحدود الحالي معتركيا وتجاورها شرقاً محافظة إدلب وحماة ، أما جنوباً تلتقي مع حدود محافظة طرطوس ، ومن جهة الغرب يحدها البحر المتوسط .
الشريط الساحلي :يمتد طوله 80 كم من الشمال إلى الجنوب ويتميز بكثرة تعاريجه ، وفيه يتشكلالكثير من الرؤوس والخلجان كرأس البسيط  ، ابنهاني ، خليج البسيط ، أما الأعماق البحرية فكبيرة بالقرب من الشاطئ باستثناء القسم الشمالي من ساحل جبلة . أما السهل الساحلي فهو شريط اخضر مليء بالعمران يضيق ويتسع تبعاً لإقتراب الجبال وبعدها عن البحر فهو يضيق شمال اللاذقية ويتسع جنوبها أهم سهول الللاذقية سهل جبلة .
المناخ :يسود اللاذقية المناخ المتوسطي النموذجي الذي يتصف بالإعتدال والعذوبة وعدم التطرف ، الفروق الحرارية قليلة بين الصيف والشتاء لاتتجاوز 15 درجة مئوية الشتاء ماطر نتيجة لمرور المنخفضات وتشكلها فوق البحر على الساحل 800 مم سنوياً .
ترتفع في المناطق الجبلية لتصل إلى 1200 مم . أما في فصلي الربيع والخريف فالمناخ متقلب والرياح السائدة هي الغربية  والشمالية الغربية والجنوبية الغربية.‏‎‎
أسطورة تأسيس اللاذفية :
تقول الأسطورة التي يرويها لنا المؤرخ )مالالاس( الذي عاش في القرن السادس الميلادي أن سلوقس وهو أحد قواد الإسكندر المقدوني عندما أراد بناء اللاذقية في القرن الثالث قبل الميلاد .
قام بتقديم القرابين إلى الإله ) زيوس ( كي يختار له المكان الملائم ، وفي هذه الآونة اقتربنسروالتقط الذبيحة ، قدر الملك أن ذلك من مشيئة الإله فأخذ مع جنوده يلاحق النسر حتى رأس صخري يمتد البحر وفي هذا الموقع هجم خنزير بري على الملك استطاع الملك قتله بحربته .
حال هذا الحادث دون متابعتهم للنسر لذلك أدرك سلوقس أن مشيئة زيوس أن تبنى اللاذقية على هذا الرأس ، ولكي يكسب رضا الآلهة قرر أن يضحي لها بفتاة كان إسمها ) أغافي ( وهو اسم إحدى آلهات البحر في الميثولوجيا الإغريقية ، وأمر سلوقس أن ينصب تمثال ذهبي لأغافي ليجلب الحظ والسعادة للمدينة .
راميتا )) الللاذقية قديماً ((
الموقع :يقع تل  راميتا جنوب الميناء القديم لمدينة اللاذقية ، وقد ظهرت بقاياه الأثرية عام 1963 م ليس على أثر تنقيبات اثرية لكن بفضل التوسعات المرفأية الحديثة .
لمحة تاريخية :كانت راميتا قرية صغيرة على تل صخري  مساحة سطحه حوالي هكتار ونصف . كان ينتصب جنوب الحوض القديم للمرفأ ، وقد عثر في هذا التل على كسر فخارية يعود تاريخها إلى عصر البرونز الحديث )1600 – 1200 ( ق.م  كان يسكن تلك القرية خلال الألف الثاني قبل الميلاد مزارعون وصيادي أسماك ينتسبون إلى الشعب الكنعاني .
إن أقدم اسم حملته اللاذقية هو راميتا ، وهذا ما يفيدنا به جغرافي بيزنطي من القرن الخامس الميلادي نقلاً عن كتاب وضع قبله بحوالي أربعة قرون ، يصرح صاحبه أنه ليس سوى الترجمة اليونانية لتاريخ كان قد كتبه كاهن كنعاني عاش في بيروت حوالي القرن  الحادي عشر قبل الميلاد . لذلك ليس من المستبعد أن يكون هذا الإسم تحريفاً وقع به المترجم اليوناني لكلمة )ياريموتا( التي ترد في نصوص من القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، اكتشفت في تل العمارنة في وادي النيل والتيتشير إلى مكان مأهول يقع على الساحل الشمالي لجزيرة أرواد . كانت اللاذقية خلال العصر البرونزي الحديث قرية صغيرة تتبع لمملكة أوغاريت ، وقد حملت عدة أسماء  بعد إسمها الكنعاني راميتا ومنها مزبدا بمعنى ) زبدالبحر ( ، كما حملت بنفس الوقت اسم ) لوكية اكته ( بمعنى الشاطئ الأبيض باللغة اليونانية .
القوس الكبير :
الموقع :يتوسط هذا البناء اضخم الجهة الشرقية من المدينة القديمة عند المنحدر الغربي لهضبة الطابيات .
تاريخ البناء :يعود تاريخ بناء القوس إلى أواخر اقرن الثاني الميلادي بناه الإمبراطور الروماني سبتيموس سفيروس إكراماً لمدينة اللاذقية التي وقفت إلى جانبه في صراعه مع الأباطرة الرومان
الوصف المعماري :البناء مربع الشكل مشيد بالحجارة الرملية القطع أقيم على أربع دعائم حجرية تحمل سطحاً على شكل قبة نصف كروية وتحمل الوجوه الداخلية والخارجية من الأعلى منحوتات نافرة لشارات النصر ) سيوف – تروس – خوذ – رماح –  دروع ( تشير هذه المنحوتات إلى عتاد المحاربين خلال الفترة الرومانية ، البناء مربع الشكل أبعاد البناء 12 م ×12 م وارتفاعه 16 م . وقد شهد خلال الأعوام الأخيرة أعمال ترميم وإظهار نفذتها دائرة آثار اللاذقية تناولت تنظيف سطح الحجر وعزل الأسطحة وتخليص الجدران من الأحراش والنباتات وتكحيل فواصل الحجر هدفت هذه الأعمال إلى إعادة الحياة لهذا المعلم الأثري كي يبقى شاهداً حياً على أصالة وتطور العمارة السورية قبل حوالي ألفي عام خلت .